خرج الناس يشترون هدايا
العيد للأصدقاء والأحباب
************
فتمنّيت لو تساعفني الدنيا
فأقضي في العيد بعض رغابي
***********
كنت أهدي، إذن ، من الصبر
أرطا لا إلى المنشئين والكتّاب
**********
وإلى كلّ نابغ عبقريّ
أمّة أهلها ذوو ألباب
********
وإلى كلّ شاعر عربيّ
سلّة من فواكه الألقاب
**********
وإلى كلّ تاجر حرم التوفيق
زقّين من عصير الكذاب
**********
وإلى كلّ عاشق مقلة تبصر
كم من ملاحة في التراب
**********
وإلى الغادة الجميلة ((مرآة))
تربها ضمائر العزّاب
************
وإلى الناشىء الغرير مرآنا
وإلى الشيخ عزمة في الشباب
**********
وإلى معشر الكسالى قصورا
من لجين وعسجد في السحاب
**********
علّني أستريح منهم فقد صاروا
كظلّي في جيئتي وذهابي
*********
وإلى ذي الغنى الذي يرهب
الفقر ازدياد الذي به من عذاب
**********
كلّما عدّ ماله مطمئنا
أبصر الفقر واقفا بالباب
**********
وإلى الصاحب المراوغ
وجها أسودا حالكا كوخه الغراب
***********
فإذا لاح فرّت الناس ذعرا
من طريق المنافق الكذّاب
************
وإلى المؤمنين شيئا من الشكّ
وبعض الإيمان للمرتاب
************
وإلى من يسبّني في غيابي
شرفا كي يصونه من سبابي
*********
وإلى حاسدي عمرا طويلا
ليدوم الأسى بهم مما بي
***********
وإلى الحقل زهرة وحلاه
من ندى لامع ومن أعشاب
**********
فقبيح أن نرتدي الحلل القشب
وتبقىء الرّبى بغير ثياب
************
لم يكن لي الذي أردت فحسي
أنني بالمنى ملأت وطابي
************
ولو انّ الزمان صاحب عقل
كنت أهدي إلى الزمان عتابي