يا ربّ قائلة و القول أجمله
ما كان من غادة حتى و لو كذبا
************
إلى م تحتقر الغادات بينكم
و هنّ في الكون أرقى منكم رتبا
**********
كن لكم سببا في كلّ مكرمة
و كنتم في شقاء المرأة السّببا
*********
زعمتم أنّهنّ خاملات نهى
و لو أردن لصيّرن الثّرى ذهبا
*********
فقلت لو لم يكن ذا رأي غانية
لهاج عند الرّجال السخط و الصّخبا
**********
لم تنصفينا و قد كنّا نؤمّل أن
لا تنصفينا لهذا لا نرى عجبا
**********
هيهات تعدل حسناء إذا حكمت
فا الظلم طبع على الغادات قد غلبا
***********
يحاربالرّجل الدنيا فيخضعها
و يفزع الدّهر مذعورا إذا غضبا
***********
يرنو فتضطرب الآساد خائفة
فإن رنت حسن ظلّ مضطربا
***********
فإن تشأ أودعت أحشاءه بردا
و إن تشأ أودعت أحشاءه لهبا
***********
يفنى الليالي في همّ و في تعب
حذار أن تشكي من دهرها تعبا
***********
و لو درى أنّ هذي الشهب تزعجها
أمسى يروع في أفلاكها الشّهبا
**********
يشقى لتصبح ذات الحلى ناعمة
و يحمل الهمّ عنها راضيا طربا
**********
فما الذي نفحته الغانيات به
سوى العذاب الذي في عينه عذبا ؟
**********
هذا هو المرء يا ذات العفاف فمن
ينصفه لا شكّ فيه ينصف الأدبا
**********
عنّفته و هو لا ذنب جناه سوى
أن ليس يرضى بأن يغدو لها ذنبا